عبدالرحمن فهيد العتيبي
الصوتُ الإذاعيُّ هو لونٌ من ألوانِ التعليقِِ الصوتيّ المعنيّ بالنّشَرَاتِ الإِخباريّةِ والتقاريرِِالإذاعيّةِ، ويعتبرُ من أقدمِ أصنافِ التقديمِ والإلقاءِ في تاريخِ الإعلامِ ومِن أهمّها كذلك، سنتعرّفُ عليهِ أكثر في هذا المقال.
في السّابق كانتِ القنواتُ والمؤسّساتِ الإعلاميةِ تبحثُ عن أصحابِ الأصواتِ الجَهُورَةِ ليكونوا مُذيعين، أمّا الآن فالاختيارُ لم يَعُد محصوراً على خامةِ الصوتِ بل امتدّ لِيشمُلِ الآداءَ ومخارجَ الحروفِ و أسلوبَ السّردِ كذلِكَ.
وهذا يوضُّحُ أنّ خامةَ الصوتِ ليسَت العاملُ الوحيدِ في تميّز المذيعِ بل هناك عناصرٌ أُخرى بجانبِ الصوتِ، على مبدأِ "أجملُ الأصواتِ.. هي الأفضلُ أداءً، ليسَتِ الأجملُ صوتًا ".
والصوتُ هبةٌ من اللهِ سبحانَهُ لكنّ تطويرُهُ يحتاجُ إلى تدريبٍ مُكثّفٍ وتمارينَ مستمرّةٍ، كتمرينُ القلمِ، وتمرينُ الشّمعةِ، وتمرينُ التنفسِ، حتى يصبحُ المتدرّبُ متميّزًا ومتمكناً من صوتِهِ خامةً وأداءً.
ومن المقوّماتِ الأساسيّةِ لنجاح المُذيعِ طلاقتُهُ اللُّغَويةِ وحصيلتُهُ الثقافيةِ،والتي تكون بكثرةِ المُطالعةِ والقِراءةِ في المراجِعِ الأدبيّةِ على الصّعيدِ الأوّلِ والمَجَالاتِ الأُخرى على الصّعيدِ الآخَرِ.
ويشيرُ الخُبراءُ إلى بعضِ التكنيكات التي تُساعدُ في الأداءِ الجيّدِ كالتحضيرِِ المُسبَقِ قبلَ التسجيلِ، وتقطيعِ الفِقْرَاتِ إلى جُمَلٍ مُكتمِلةِ المَعنى،والتنفسُ بالطريقةِ الصّحيحةِ، ليُسهّل مهمّةَ المذيعِ في نَقلِ المعنى بأفضلِ طريقة.
ولا ننسَ دورُحيويّةُ الصوتِ في تشكيلِ صُورةٍ أوليّةٍ عن المُذيعِ في ذهنِ المُتلقي مِن خِلالِ إضفاءِ بعضِ الأحاسيسِ على المادّةِ المنقولةِ (تمتازُ بهِ الوسائِطُ الصّوتيةِ عن غيِرِها) حسَب الكثيرِِمن الدّراساتِ الإعلاميّةِ والنّفسيّةِ.
ختاماً يُمكنُ القولُ بأنّ الصوتُ الإذاعيُّ المتميّزُ يُصنَعُ بالممارسةِ والتدرّبِ المُستمِرِ حتى يُصبحَ (براند إذاعيّ) كبَعضِ الأصواتِ الإذاعيّةِ المشهور(سِلْفَر).